Friday, December 7, 2007

نعجة وصولية


فتاة الصمت حاورتني
وأومأت لي بالقبول
ودارت غصة الحلم في شوق
بين صمتٍ وقبول
مزارع من الخوف تحصدني
وتملأ أجوالها من صمتي ونغولي
فياليت حلماً يبيت بأفرادها ولعً
وغصة الحزن فيا تجول
رميتها بالهجر حيناً
وحيناً كنت بها عجولُ
...
فبكرت في الأحشاء زانيةً
وقلت لها....
نصير بالحب حيناً وبالهجر حيناً
فاغتصب الغدر فينا الحنينَ
ياصبر يوماً كنت فيه سبيلا
للحب المأفوك على جباة العارفين
وليت يوماً يجيئنا الحب خمراً
نلهو به عصراً من الأحزان ويرتجينا
كل يوم نصير فيه نحن
يؤجلنا فعل المستحيل
أي إلهي لو كان بك شوق لنا
فياليتك تعيرنا إهتماما
أعلم أنك بالحب مخموراً بنا
ونحن نشكيك بالصبر الغلف القنوت الفتور
سبحانك قد رضيت لنا العيش رغداً
ونحن نسهم في الفقر لك رسولا
فتاة الصمت ارتحلي
فما بيني وبين الصمت سعياً ليس يكتمل
وبالحب صمتي سنيناً وبالأحزان والستائر
أخزيتك.. بلا ضنين
بالأمس إرتحلت لغربة مألوفة لديَ
ولكم رفضت الغوص فيها لمعلوم لديَ
يأتيك الماضي وليس لكِ فيه يداً
لكنكِ تحت الوطأة تنيريه سبيلا
وفي لحظة صدق تعري ما بك من الحمول
فتخشى نعجة وصولية أن تهيب بك
في اللج أنيساً
فهنيئاً لك بك في الوحل
واللهيب والصقيع تفتح في الظلام
بابَ
تدور الشمش في دورتها لغرضين
مرة لتضيئ للسالكين في القبور الظلام
وأخرى لتنشئ قبراً يترعرع فيه الظلام
أيا قلمي إنتشي مرة لتصير ذكراً
يداعب فتاتي التي داعبتني في الليل وفي النهار
وكن كاسراً لوحش الأنوثة فيها يوماً
ولو كان بصبرك على بظرها المستقويَ فيك
وكن ناشراً لهموم صدرك على وحل مائها المستبد
ولا تكن رحيماً يوماً مع من أخذك من الظلام إلى المستحيل
إفك كله إفك
ما تحلم به وما ينشدونه
كل يتاجر بك يوماً ... ويوماً
سوف يظهر قلبهم الوصولَ
لمائهم الضحل الذي لا يرتجى فيه جنينا
سوف تلهب سياط ظهرك ولائهم
للحب الناقص وذبول ورود ونهاية عمر
وبدايات لأحد الراغبين في شبق الغرام الحرام

تخاريف


الحب والموت حالتين دائمتين إحداهما بقرار إختياري والآخر خارج دائرة الإرادة.
الرجل والمرأة عدوان ... يكرها قربيهما ولا يقدرا على بعديهما.
الممتن إنسان لم يختبر بعد معنى الحاجة!!
الذي لم يمسس قلبه إحساس قلب الأطفال ... لم يتيقن موقعه من الله!!
القدرة على الخطأ مرهونة بالوعي!!
حياتنا السطحية ...أصلها قلبنا السطحي!!
الرغبة أفعى الإحتياج .. والإحتياج حية الخواء!!
الصبر كلمة تاريخية نقصد بها تقبل الأوضاع!!
القناعة كنز لمن لا يشتهي!!
السلطة ... العصا ... القهر .... الديكتاتورية .. التعسف ... القوة .... الكبت مفردات لا يمكن ترتيبها لإيجاد جملة مفيدة!!
الحب هو أن تبحث عن نفسك فلا تجدها ... ثم تراها تلوح لك على الجانب الآخر !!
في عصرنا لقنونا (أن ما يؤخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالصمت)!!
نصل إلى أعلى قيمة لنا .. إلى أعلى عطائنا ... عندما نصبح أنشودة عطاء خالصة المجانية.
عندما تبغي المسير للأمام .. عار عليك أن تتشبث بي .. يكفيك أن تراني!!
عندما تجتاحك رغبة محمومة في إستهداف أحد .. تذكر قبلاً أنك تشارك باستهداف الجميع لك!!
الإكتفاء هو القبر المبكرلحياتك!!
نحن دائمي التواصل مع الآخرين بالقدر الذي يجعلنا نرى أنفسنا فقط!!
المعنى الحقيقي للنجاح هو أن تشعر بأنك ما زلت لم تحقق بعد!!
نحن لم نعتد على الحلم لأننا لم نعتد على إغلاق عيوننا!!
أيامنا ليست قصيرة .. لكنها أقصر من لحظة ندم!!
إن استطعت أن تقول نعم في لحظة لا .. فلن تستطيع أن تحصل على ما تستحقه!!
إن استطعت أن تخدع الناس جميعاً في لحظة ما .. فلن تستطيع مطلقاً أن تؤمن أنك تخدع نفسك للحظة واحدة .. وهذا ما يؤدي بك إلى الجنون في النهاية !!
إن استطعت أن تكسب معركتك الوضيعة وتكون الفائز .. فلن تستطيع أن تزيل من على وجهك أو تمحق من ذاتك الصفة اللصيقة الجديدة (الوضاعة)!!
إن استطعت أن تبني قلاعاً من أوهامك داخل عقل ما .. فلن تستطيع أن تؤثث تلك القلاع مطلقاً .. ولذلك فأنت دائم السكنى في الخرائب فقط!!
إن استطعت أن تتخلص من أزمتك اليوم بإلقائها على رفوف الغير .. فلن تستطيع تجنب الخطأ أبداً!!
إن استطعت أن تتزوج اليوم وأنت لم تعرف من أنت ... فلن تستطيع أن تعرف من هى هذه المرأة التي إلتصقت بك!!
إن استطعت تربية عدداً من الحيوانات الأليفة من الآن وصاعداً .. فلن تستطيع أن تجنب نفسك شراستها فيما بعد!!
إن استطعت أن تحصد إهتمام الجميع ... فلن تستطيع أن تجزم بأن هذا الإهتام لكونك ذا فائدة!!
إن استطعت أن تصير الأول .. فلن تستطيع أن تقول أنك الأفضل!!

جيل وسخ


أعشيت مطأطأً لما قد جال
بالنفس إختلاجاً
وباتت بيَ الوحدة أنموذجاً
للعشق والإحتلاما
أيا من قد قضى بالعمر وحدةَ
قد طالت أمداً وما زلنا
ننتظرها وترتجينا
سواءَ
علمت قلبي كيف بالعشق يهوى
ويرتضى للرضيع إبتسامه
أراه إبتسامته وغاب
ولم يعلم الجمع كيف كان يومه
وكيف كان القلب يجوب بالشوق
إرتحالا
لامس الطفل هدب ثوب أحلامه
فانتزعته الإبتسامه
آه ياطفلتي على بوابة العمر تبكي
وقد نسيناك بالعمر وارتحلنا
من شوق .. لسجن .. لكهف...
وتبريرات تبريرات تأكلك لحظياً
ومازلنا نشتهي فيك القيامة
ألا تشتهي القيامة؟!
ألا تشتهي القيامة؟!
ألا بالعشق والثورة والدم والأرض والرفض
ترتضي وتغلقي عليهم أبواب الجحيم إطباقاً
موغلاً في النكاية
أيا طفلتي
أنتي من إرتجيتها بالأمس
وها أنتِ اليوم حالَ
أيا من علمتني بالصبر جيلاً حتى
لامست وجهك البني حد السراب
وتعلمتُ من خطوط وجهك أن الأرض ليست فقط ترابَ
ولكم زورورا فينا
زوروا فينا...
ولكم زوروا فينا الحب والأرض والتراب والصيد والناس والرب والسماء
وزانت لهم ألمعية أخرى
بتحلية القبور بشئ من القمامة
جيل وسخ
قد قام بالنكاح بلا أسس
داهمته الرغبة فتمنعت فيه الذكورة ولداناً
قد خصت نفسها وقذفت
في غيهب إنثى تشتاق السحاقَ
كتبت يوم مولد ابنتي رؤى
23-10-2005

والله ما زلت أحرث الكآبة


إنفعلت مراراً كثيرة بالقلم
والحبر
والأوراق
والكتابة
ازدحمت كثيراً بالعشق
والتراب
والحلم
والضفيرة
بالرغم من تعديات حاورتني
وأثقال في البدء أخرت قوايا وأنهكتني
اليوم ..
أختلف مع أجراسكم وأجراسي
أختار الصبح الذي أراه في عيوني
بعد الصياح
من ديك كان لي علامة
ماوددت يوماً أن أكون يهوذا
بل بررته لي آذاني التي لوثوها
وصرت شيئاً فشيئاً مستصيغاً
لبعض همهماتٍ ووشاية نميميةٍ
حول بعض الأوراق التي بدلوها
عن بعض من استخداماتي
إفك كله إفك
حتى التبرير للوشاية ما استطاعوا أن يبرموه
عززتني يوماً بثياب جديدة
وحلي لم أعهدها على لحم صدري
وشعر مضمخ بانتهاكات أصابتك
في ليالي لا يعلمها سواك
وتركتني ليديهم ويدايا
ولم يكن لديهم لقتلك دليل يقدموه
فقدموني!!
فجلت في نفسي.. في طرقاتي .. بحثاً عن نشوة أخرى
غير التي أخرتني
حتى زندي الذي اتكاتُ عليه
لم يدخروا وقتاً وألقوهُ
برأت من كل إصغاء
حاورت كل أعواد الثقاب التي أخرت تجوالي
توددت لكل هياكل تبنوها بالرفض
عجزت فيها حتى عن إملاء رغباتي
لحظات من الصدق أنتحر فيها صوب شتات
المعارف في صدرك الذي أغرقني
لحظات من الصدق أشعر فيها بالغربة
حتى من أعضائي
عزمت على ألا أصفي ما تبقى من عشق
حاورته أنت ليالي تصدقه
وشئت بركلة صبيانية موتورة أن ألقنه
درس الحمية الأولى
في سد فراغ العمر الذي غلف مني العمر وسرق مني البشارة
وظللت حتى ذلك اليوم مستمراً
في حرث الكآبة
اليوم إني أختلف معي ومعهم
وأتحد بي من جديد
بدون إستلهام يضعني فوق مذابحكم
محرقات تلهون بها أمتاراً أو أزماناً
علمتموها لأولادكم في البغاء
ديدان الأرض التي تبنت ذراعي
تآكلت على ترابكم بدون أكفان
ماتت رغبة في الإختفاء
أحلامي التي بخرتها خوفاً عليَ
أنشرها اليوم بصدح العصافير
في غاباتي حتى وإن كانت صماء
أشتريني بما تبقى من تبغ في سجائري
بدلاً من أرصدة العمر التي تحتجزونها لي لديكم
في عمق الخواء
اليوم إني أنتظركم
أنا الكآبي الأعظم أناظركم
ما تناثر مني حولي ليس منكم أو لكم
عشق للتراب .. فقر يلازمني
بصيص في ظلمة الكآبة لا تستطيعوا
أن تبلغوه يوماً
رحيقاً برغم كل التطاول على أزهاري
حنين يرهقني حين الإختلاء
حب يدغدغني .. يقتحمني
وقت أنتهي من يومي في غرفتي
منفرداً بكل ذكرياتي
خوض عبوس في مقتنيات ليست لي أو لكم
كل ما تناثر مني حولي ليس لي أو لكم
فأنا في طور الكآبة أنمو
وفي حرث الكآبة أنمو
ليتكم تروا حرثاً جديداً
يرسلكم إلى حيث أتيتم
على رفوف خشبية باردة
في مقبرة قديمة
تحرثون فيها نهنهات رعدية
لنساء في مقابركم قدامى
أما أنا ...
فوالله مازلت حتى الآن
أختار حرث الكآبة!!

كتبت في 26 فبراير 1998

بكائيتي



إهــــــــــــــــــــداء

إليهم
...
إلى من يحرفون الجمال عن مواضعه
إلى من يحددون وجه النحب الأخير
في عوالمنا
إلى البذاءات التي رافقتنا...
لم نخترها يوماً لكنها كالعادة
قد إختارت أن تلاصقنا
أهديني ..أهديكم
إليهم
لعلهم يجودون مثل الزمان
بهجر كامل يندمون عليه
يرتجون إصباحهم فيه
ونشتاق بكل أنفاسنا إليه
لنرتاح كلانا
أنا وأنتم
ونهدي أنفسنا ... إليهم
قصيدة
في العشر الأولى كنت الألف
وكانت ما قبل الياء بفردين قطيع
في العشر الثانية كنت فرد قطيع
بلا نفع ..
أعرف كل شئ ولا أستطيع
ولهذا كان إختفائي
عرفت فيكم كل أنواع الزنى
وما اشتهيت أن أقربه يوماً
إلا بعد أن زرعتموني فيه
ومارسته نفس الزنا ... نفس الزنا
ولكن بحالات الطمث" عن : مظفر النواب"
رباه ... رباه
تعودت دائماً أن أحمل أقذار الجميع
لكنني اليوم أدرك أنني كومة قاذورات خابت
في أن تحيا حتى لنفسها
رباه ... رباه
لا أسألك أن تغسلني من قاذوراتهم
ولا أسألك أن تبرأني من أنجاسهم
ولكني أسألك أن تجعاني قادراً
على أن لا أشابه أسقامهم
على أن لا أتصالح مع آثامهم
عفواً سيدي
إن كنت قد إخترت أن تفنى لأجلهم
فبإعتراف
أنا لا أقوى إلا أن افنى لأجل الكون
إلا أن أكون
لهم
عفواً سيدي
إن كنت قد إخترت أن تموت لأجلهم
فبإعتزاز واعتراف
أشهد أنك أقدر
من أن يرفع كل الأرض في عينيه دموع
ولكن أأبى
أن أدفع فيهم ...
دمعة
ولهذا أهديني
... أهديك
إليهم
كتبت في 3 يناير 2001

نفذ هذا أو عش جوعان


تقديم
مابين التكوين والتكوين
طين
ومابين البداية والتهاية
إثمار إنسان
علم الحقيقة موجع
وبدء النهاية إنسان
كل يبحث عن مأواه
والحقيقة أن الكل دخان
قصيدة
صورة رقم 1

أنتشي في بعض الوقت حين أغادر
وأبقى وحيداً
هذيان الرؤى .. مكفكف الأدمع
حين أعاود
أعبث في أفكاري
أتونس ببعض سرابي
يملكني .. يتملكني
أصرعه ... فأقامر
صورة رقم 2

قد يتملكني الغيظ فأسكن
وقد يعتريني الهم فأسكن
وقد أرتاب لبعض الوقت
فأسكن
ولكن هناك من يحاول
خلع غطائي
من يحاول أن يجعلني أهذي
أسكر
أتوجع من القئ ولا أسكر
فليعلموا
أن لهذا اليوم سكون
وأن لهذا الجوع نهم
فلن أسكر
صورة رقم 3
مالك والعري؟؟
مالك والفحش؟!
سوف ترى الأيام تهزي
والنساء تهوي
مالك والليل؟!
فأنت لست أهلاً
ولست بالكلمة وحدها تهدي
صورة رقم 4
نفذ هذا أو عش جوعان
أكمل هذا أو لا تمشي
فهذا وهذا وهذا وهذا
هو أنت المختبئ وراء القضبان
نفذ هذا أو عش جوعان
إملأ يومك ... فرغ رغباتك
وعش جوعان
خن تصديقك
خن نفسك
عش
جوعان

وأد الإحتضار


فهامة
مضطرين نكتب ونوضح ونعلن ونحلف إن الشعر ليس إلا صوراً ومجازات وأن جميع التعبيرات والصور التي وردت في القصيدة والتي قد ترد في أي من قصائدي هي تعبيرات شعرية مجازية لا تمت لمفاهيم الواقع بتاتاً حتى وإن كنت تقرأها على أنها صحيحة ... يعني زى الأفلام كده جميع التعبيرات الواردة هنا هي تعبيرات مجازية وليس لها صلة بتعبيرات ومفاهيم الحياة حتى وإن تشابهت




زهرة العمر باتت خرساء
منذ زمن لم تعد تزهر
حباً في الإزهار
كل ما حول الفروع عناء
لم يعد فيها أوراق حتى من نصيب النار
أُفضي بدلوي على قليل من بعضِ
ما منيت من آبار
وأتكهن في فراغ الليل راهباًً
لصمت ساعات النهار
أشجب الفراغ وأقيم القداسات لعهرهم
صباحاً ومساء
جملة وفرادى عند الفرار
لم يعد سوى الخلط مابين بعيد وجوار
أحرق الشموع على البغي المدوي
بين طيات ما يؤمنون
وبين ما يعلنون من أفكار
عبث تنادي ...
فاولله لو سمعوا
ماكنت به مرسل .. مافروا
فرار الأسد من زئير الصغار
لص ولص وبينهموا لصوص
ما بين البين وبين المذبح
كم من الحيض وبحر من الأسرار
فلترقص مثلما رقصوا
ولترفع الكأس ولتأكل الخبز
مابين البين وبين المذبح
كم من الحيض وبحر من الأسرار
عشق تنامى بين الأطراف يأكلها
تلوع يوماً بصخب الثلج بدون غطاء
يتمشى كالبغاء وينام كالأبقار
أشياء سفلى تربط مابيني
وبين المذبح وغطاء الرجاء
أنتفض أبداً عند دخول الصبح
وأسبق ساعاتي بدهر
فأتلصص الليل بدون أعذار
أستشعر شبعي بدون خواء
لم أدخل يوماً قدس الأقداس
ولم أتمكن يوماً من قلب العقب
ولم أولي الإدبار
نتأكد يومياً من لمس الهدب
وسماء الصُفر تشق الأحشاء
نتربص بالنهار الخارج من أقدام الليل
فنلعنه
أو نستبق العشق فنغلق
على أنفسنا أبواب الدار
نطعم أنفسنا ونبيع الدرب لأهلييه
في جوف العدم بغير شراء
......
.....
..
...
ملعون هذا القداس بأكمله
فلم نشعر يوماً بالإمتلاء
بالإكتفاء
والله ما وددنا غير الإبحار
والله ما نعرف غير الإبحار
ولكن عذراً ياسادة
قد إنطفأت قلوبكم عند بزوغ النهار
أم أن البحر لا يعرف إلا من كان
في البغي عليماً بسقم العاهة
ووأد الإحتضار؟!!!!
8 يونيو 1997

في معراج اليوتوبيا أحلم...


فهامة : وردت كلمة أقنوم وتجمع على أقانيم هنا في القصيدة إشارة إلى العلاقات الإقنومية داخل العلاقات الإنسانية ولا تعني أبداً أقنومية الثالوث المقدس المسيحي مطلقاً




إن أصبحت حزيناً فلتكن وحيداً
إن أصبحت سعيداً فلتكن وحيداً
إن أردت البقاء فأبقى وحيداً
هكذا انتصرت الأقلام فيَ
هكذا انتصبت الآلام فيَ
هكذا أصبحت أريد البقاء وحيداً
لا تلمح هذا الجندي
ولا ترتعد له .. لا تغمض لك جفن
وتقول له حارب!!
لا وفاق بينكما ولا اتفاق
لا تصدق جندياً أعرج في قلبك
يرف جرحين غائرين فيه بلا اتفاق
إبقى وحيداً
إن رأيت جنود القلب في أوردتك تقاتل
فانفك لصالح الأوردة
فوحدها الأوردة تحارب
ووحدها تصبح في النهاية وحيدة
معراج نفسك مشرع
إما أن تدخل أو تخرج بلا عودة فيها تسلم
معراج روحك مغلق للتحسينات
أو أن ودك أن لا تجتاز الأوامر
بينما لربما تَسلَم أو تُسَلِم
ولهذا لا بد لك من أن تبقى وحيداً
نصف الحياة قضها معك
والنصف الآخر قضه معك
فالأقانيم تنتصر ووحدها الأقانيم
حتى الآن وحيدة
الثالوث المقدس يبكي وحيداً
ينتشي وحيداً .. يصمم علينا
يذوب فينا .. حباً .. وحيداً
الأقانيم تنتصر وحدها ووحدها
الأقانيم تبقى وحيدة
الآخر ليس جحيماً .. ليس ذباباً
ليس هشيماً .. ليس فريداً
أو مختالاً
الآخر دائماً يفضل أن يكون غريباً
وحيداً ... أقنوماً
أقنوماً لوطياً... سحاقياً .. زانياً
ليس يهم!!
المهم أن يكون فريداً
المهم أن يكون وحيداً
تتقفى هزيمة ريح الشمال
عند أطراف الجنوب
بعد خروج الصبية من زاوية في عينيك
يرفعون شارات النصر بإصبعين
كل منهما يظل وحيداً
لا يربط بينهما سوى كف اليد
في الجسد وحيداً
لو أني قلت للوحدة إئتلفي لظلت الوحدة في نفس الزاوية
من العين
تطل بنظرة على رأسي المتدلي فوق الصدر
تقطر دمعاً في قاع النفس حزيناً
قطرة أمل في قاع مترنحة
إن ساومتها إنقلبت
إن شاركتها ابتعدت
إن داعبتها افترشت جدار القلب
تملأه .. تغمره.. قد انفكت
ليس إلا بأن تبقى وحيدة
إحتراف الوحدة عشق
إحتراف الأنا عتق
عتق من الآخر .. عتق من النار
من الأيام وما تجهله
تحمل الأيام في طياتها آخرين ولكنا
لا نثق إلا فينا
لا نأمن إلا فينا
لا نفهم سوانا
لا نعشق إلانا
لا نخجل إلا من سوانا
لا يتفق علينا إلانا
آه... والآخرين
الآخرين من نحن في أعينهم
دائماً نذكرهم
نخبرهم
أننا في السماء الملائكة
وعلى الأرض إنسانا
أنت لا تصدق
حسناً
أنظر سوف ترانا
نحب الآخرين.. نعشقهم
نهب لهم أنفسنا .. ولكنا دائماً نراهم
بلا ثمر ... بلا رجعة .. دائماً هكذا
يريدون الإرتكاز في العمق بلا أسس
بلا جدران
يريدون الإلتحام .. يريدون الإنتفاع منا
بلا ملمح .. بلا أثمان!!
يريدوننا .. ونحن منهم براء
إلا أننا نعرف في الجوهر
نشتري من يبيعنا حتى يفر منا!!
ولا يبقى لنا إلا أن نكون في الكون
قد منحنا له... للفوز بالوحدة داخل أفلاكنا
وسنظل دائماً هكذا .. كل منا يظل وحيداً
فوحده جاء المسيح
ووحده إختبر
مات أليعازر ... بكى المسيح وحيداً
إحتاج المسيح لأن يصلي
من بين التلاميذ جميعاً
وقف المسيح يصلي وحيداً
إختار إثنى عشر وحيداً
أنكروه .. سلموه .. ناموا على صدره
أحزنوه .. كفنوه .. ألقوا به في القبر
دفن وظل المسيح في القبر وحيداً
إبقى وحيداً
إبقى وحيداً
فنحن لا نعرف في الوحدة
إلا أن تكون فريداً
تكون وحيداً
لا إئتلاف لا إئتلاف
فالأقانيم تنتصر
ووحدها الأقانيم حتى الآن وحيدة!!
كتبت في 6يوليو 1997

أختارك من جديد .... أختارني أنا!


القئ والضجر
الآباء الأولون
لرفض الدورة المعتادة
لأضداد اللحظة والعشق
...
الأكاذيب في التنفس
الأكاذيب في التحدث
الأكاذيب مظلومة هي والله
الأكاذيب!!
الأكاذيب ؟!
الأكاذيب لا تضطر
الأكاذيب لا تساوم
الأكاذيب لا تفتري
ولا تخون
لا
تخون
الأكاذيب لحظات ضعف
لم نعرفها
صنعتنا
ولم نعرفها
مظلومة والله هى الأكاذيب
الأكاذيب لحظات ضعف
لم نفهمها إلا بيعاً
الأكاذيب دائماً مشروطة
فجعلناها شرطاً
لهدم الرموز !!
الأكاذيب!!
الأكاذيب لم نفهمها والله لم نفهمها
كم بريئة هى الأكاذيب
علوت برأسي خطوتين حسبتهما جيداً
بعد كل العمر
أصبحت على إرتفاع يساوي
لحظة عشقي لحنين كان ظلي
في أول تعادل لصفحات باتت
مظلمة أمام وطأة أكاذيبهم
لم أسمع سوى انحطاط!!
فمن لم يعتاد على بناء المعابد
لا يعرف معنى القدس
ولا كاهن القدس
ولا البيارق
ولا المحلة
ولا النساك ولا المعابد
في تيه الفراغ جميع الحسابات
والعقارب مضبوطة على أنغام الخيانة
وأد الحقائق تيه أكبر من الخيانة
والتصالح جرم لا تنساه لنفسك
ولن تجرع بعده إلا السباب
وبعض القذف .. وكثير كثير جداً
من لغو مأفوك
تلوكه أشداق بعض الأرباب
أستفيق لأول مرة على أكاذيب !!
إعتقدت كثيراً أن القيامة
تقوم على حقائق
وأن المسيح قام لمنطق
وأنني أنتمي للتراب
عبث.. عبث أنتم يا من يطلقون عليكم رفاق
عبث يا أحلام
فجوهرك هؤلاء الرفاق
عبث يا أيام
فجوهرك الزمن يمضي
عبث يا إنسان
فجوهرك نسى التراب
لدرجة الذوبان فيه
لم يمت المسيح لأنه إختار
القيامه
إختار الفرسنة والعشق
والأنا
إختار الأيام وأختارني أنا
وأرفض في يومي هذا أن أكون إلهاً
لتكون نهايتي فشل يرميني
على الخيانة
أختارني أنا
وأبيت أن أتعبد اليوم في الهيكل
من جديد
إخترت خارج المحلة لقيامي
أختارني أنا
وعدلت كل إختيار
فأنا لي أنا
فالحر للحر إختيارا
أبول على كل صنوف تلك البشر
وكل دروب الحياة الباردة
أقشعر لحظياً من جراء العادة والمألوف
في دورة دمائهم النتنة
أختارك من جديد
وتختارني أنا
وأختاره هو
فأنا لي أنا
أنا لي أنا

حق عليك ألا تصدق غير حنين لا يصنعه إلا الليل


في بعض من هذا الليل الأخير
بدأت أتلعثم بالكلمات والأحرف
وأشعر بأني والله كما الطفل
يتحسس ملمح بعض الألفاظ
في أول فض لبكارة حدثه
ولكني أفجأ..
حتى الأفكار فيَ هى الأخرى هذه المرة
تتلعثم
ربما قد غشاني ليل البارحة
بما لم يعهده على فطنة حداثتي
أو ربما انتقيت بعض الأحداث التي أسسستني!!
لا ... وديعة كانت بداياتي
أسرتني الموسيقى
اكتسبت فيها شفافية الوجود ببراءة
ولكن لم يصيبني عمق الشجن في أسوار
ناياتها
فخرجت من بداياتها مصاب بخواء
حتي في هذه الشفافية
وكالعادة في زحام الأحداث نختار الأرصفة
ولكن عقيمة هي هذه الأرصفة
تصحبك بلعنات حتى الأوردة
لا فكاك منها .. لا فكاك
فلابد من انتهاك بعض الأرصدة
وضعني ليل البارحة على بعضها
والبعض الآخر آثر السكون
على أرصفة أخرى
تنتظر لحظات الإحلال
ولكن تعامل معها بغير إطراء
صاحبها .. ضاجعها ... إفعل ما شئت
ولكن لتعلم .. إنك تنشئ ذريتك داخل أضرحة
لحظات الإدراك الحقة
معدومة جداً .. جداً داخل الأضرحة
أرى الآن أيامي قد انتصبت في فخاخ
قديمة تعرفها
تكشفها لعيني في أوقات آنية
عن أيام غابرة
سالفة الذكر وعديمة الذكرى
لم تشفع لي برائتي عند رفضي لمراودات جارتنا
قد انتهكت ... وخرجت من التجربة
خالي الوفاض .. ملوث بلا إتساخ
ونجس بغير زنا!!
ومرت كذكرى!!
فأرصدة الذكريات تتأرجح يومياً
إن لم نعهدها بتصريحات لعوب
تقتات الفاحشة على أبواب أسرارنا
فبغير ممارسة الدعارة لأسرارنا في العراء
ستظل باغية في قدس أقداسنا بغير بغاء!!
ففخاخي التي طاردتني بغير أعداد
أنتبه الآن لأول مرة..
بأني أحمل بين ضلوعي قطعة صدق مرة
هذي القطعة أسميها قلبي
أو قَلَ بي ... فأنا لم أعرف في الحب
سوى أن أكون قليلاً جداً
فأنا لم أصنع يوماً مقياساً لهن
لما أحياه في ذاتي أو ما أرغبه فيهن
غريب أنا لم أطورني منذ البارحة
أو قل قبل البارحة
غريب أنا لم تعهدني مراراتي
بتعديل يبترني ... يجتث جذور صمتي
في جميع ليالينا
أو في ليلتنا البارحة
غريب هذا الخلط
ما بين الإبقاء ... والحب المر
غريب هذا الخلط
غريب هذا الحب
غريبة هى كل لحظاتي
إلا لحظات ليل البارحة
أشتاق الآن إلى كل كاساتي
ووفاضي الخالي من انتشاء السُكر
أرغب في تحطيم الرقم القياسي
لعدد الكاسات التي تمر بحلقي
وتسابقني أيامي بسرعة
لخلق تارات تجعلني أشتاق
لأن أكون مستقبليات للحظاتي
عبث والله
أن تأمل في تاريخ إضافي غير الذي تحياه !!
بهذا تكون قد وصلت إلى حد الثمالة
اشتياق مر ... وحنين معهود
للزوجة أخت كبرى .. تعهد أيامي بفيض لزج مجتر
وصخب من ركاكة ألفاظ تتأرجح
على لسان اعتاد الأخطاء
من فرط تسيب أب
ورانيا العابثة بفكاهات عن أشخاص ووجوه يأتوا لزيارتنا
بغرض التجسس ... أو رمي الحدس
ونساء ينجحن أوقاتاً .. في شد أمي
نحو الغيبة في حق الغير
اشتياق مر ... وحنين معهود لحوائط البيت
تخرج عليَ جيهان بخجل باكيٍ في عينيها
فهي تتعبد في محراب الخجل لسنوات عمرها
أصبحت فيه الآن قدس أقداس
بغير حجاب .. بغير كاهن .. ولامحلة
وأكملت الرحلة لزوج لا يعرف إلا إلا الإطناب
فيما لا يعرف أو يرتشف الغيب
هذا البيت يتآكل على مساحات من عقلي
أو على قشرته السطحية ولا أرتجيه
هذا الشوق أصبح أكثر من مر
هذا الحنين أستنشقه الآن
أتنفسه وأنا منه حر!!
أشتاق لسماع موسيقايَ من جديد
وأكتشف أحد أسراريَ الجديدة
"أن الله يهوى أن يسبح بالموسيقى"
ينتشي عندما تكتنف جنبات سمائه
بموسيقاي وموسيقاكم وموسيقاتهم
فإلهي يطرب بالألحان ... إلهي
لا تصطك أسنانه رعدة من سماع
نشاز النساء أو الأشجان
آلهتي التي عهدتها منهمكة الآن
في صنع لحن بديل
لما أتلفته – من أطلقت أنت عليهم –
"التحف الغبية"
وأراني الآن جالساً اتحاور معك
كيساريين أتوا بمذنبين من أقصى الفضاء
ليكتشفوا عمق الخواء
في إختيارات بشريتنا العصماء!!
وننعى حظنا على مؤسسة فقيرة
متآكلة الجدران ... تبغي الباقي من أفكارنا
وجزء إن لزم الأمر من أجسادنا
لترقع بها فتقاً رثاً
أصابها عند سقوط موسكو
والنظرية
ولينين!!
إلى هنا .. إلى هذه اللحظة أتذكر
أحمل القدرة على إسترجاع ما تبقى
من حافظة ذكرياتي
التي لم أقربها بقلم ... ولم أداعبها بخيال
تنتعش رئتايَ بنسيم أحمله
منذ سنين
أعرفه .. أقدسه
نسيم يحمل ذكريات طفولتي
وصباي ... هشيمي ... قيامي
سجودي ...خيبتي .... صبري
هيبتي ... وهمي ... صراعي
قبولي ... رفضي ... إلتحامي
لعنتي ... انهماكي ... انضمامي
أعرف أي الألعاب كنت ألعب
على كل مقاييس الرسم تناقلت
على كل شبهيات حاولت
وبكل وضوح كنت
عجيب هذا الإنسان
وعجيب هذا إلهه
الذي يصنعه ...
ويجعله .. بعمق حنين
بلمسة عشق يخار!!
كتبت في 9 مارس 1998

صانع التحف الغبية

أطفأ سيجارته الأخيرة في هذه الليلة التي لم يعتادها وأصر على أن ينفث دخان النفس الأخيردونما رحمة في وجه تلك الثواني الثقال التي تأبى أن تذهب إلا مع دوائر عمرية زرقاء.
تلملم بشئ من الخجل الباكي في عينيها ورحل مع تيار هواء داكن يرتدي حلته الصيفية آتياً له من نسائم ذلك الجحيم القيظي الشديد!
لم يعد يتذكر شيئاً ولكنه الآن واقفاً على بوابة يوم جديد من أيام صراعه الذي دائماً ما يحلو له وقوفاً على أطلاله معها وهي كالعادة لا تلتفت إليه أبداً آخذة زاويتها العينية برغبة عارمة في عدم الإكتراث بما يقوله أو يدعيه على حد قولها ثم نظر وشخص في عينها ولكنه لم يجد في زرقة عينيها مرساته التي أصبحت من دعائم تكوينه الداخلي طارد إحساسه العتيق بسؤالها وإضطر أخيراً لإخراج زفير سؤاله عند أذنها وماذا بعد؟
كان يأمل بأن يتحول في تلك اللحظة إلى رشفة هواء تجرعها بين رئتيها ويظل أنفاساً من تلك التي تلوكها رئتا مشاعرها تمنى لو أنه في زاوية متقابلة مع نظرتها التي تتسم باللاشئ!!
أدرك لتوه أنه أفنى العمر فداء نظرة لقاء بسمة من تحفة غالية
سرقها لص أغبى!!

ألهتي الأرضية


لا أعرف لي لوناً سوى هذا اللون يضاهيكم لايختلف معكم يمزقني فألقاكم يوحدني فألقاني لا تعرفونني بدونه ولا أعرف لي شوقاً غيره غير هذا الذي عراكم هذا الذي ألبسني ثوباً آخر ثوباً غير الذي تعرفون غير الذي تلبسون ثوباً لم يسلمني يوماً ليد العرس ثوباً يسلمني دائماً لكراسي الحضور لا أنتقي ولا أنتفع لا أوحد ذاتي ولا أحاول ولا أدفن نفسي وهماً بين ذرات الآمان ولا أدري من الذي سلمني لمقعدي بين جنبات الحضور غير أني دائماً ألقاكم جلوساً!!هكذا دائماً الحضور عادة هم جالسون لربما وقتها أصدرت الحوائط صرخات آخرى غير التي تألفون غير الذي تتوقعون ربما كانت الحياة أبسط من هذا الهدوء فالحياة بالحقيقة بسيطة غاية البساطة غير أنها تنبسط عند أول درجات التخبط واللاتساق فلاإتشاق أو عدول بدون تخبط يصرع أمني ويصرع أمن آلهتي يصرعكم جميعاً حيث التأله بين سماوات الزوال !!
آلهتي الأرضية كائناتي الترابية علموني ألا أرضي بالهدوء علموني أن أصارع علموني أن أظل أموت كل لحظة ألفاً من المرات علموني أن يمتزج جسدي بالتراب عند دفني حتى أتصالح مع الخلود حيث التصالح مع جنبات التصدع في جدران التابوت في جدران الأمس والغد وجميع الأسرى في كل البيوت علموني ألا أرضى إلا بدود الأرض غازياً منتصراً في أولى فتوحات الشرق بجسدي علموني آلهتي أن أشتهي جسدي وأن أمتن لكم من أجله علموني آلهتي ألا أنتهر الحزن والفراق علموني آلهتي أن أخلص بأيديكم لا بعصا ولا بعجوز في أنصاف الليالي تقيمني بنصف قيامة تضادي التراب علموني موت الحياة أروني حياة ومسكن في الصقيع علموني الكفر بالمقاعد وقت الحضور علموني هدم الجدار إن ضقت يوماً بالجدار علموني أن أرى أيامي ثوب صراع إحتدم علموني أن يومي ضائع إن ساد الهدوء أن يومي فارغ إن ساد الهدوء علموني أن أكفر بي حتى أجد كل يوم مكان جديد لي في هذي الحياة.
آلهتي الأرضية مرضعاتي وساقيات الثغر يوم الجفاف أمهلوني فرصة حتى أبقى وحيداً بإضطراب وقتها أظفر لنفسي بالتفرد بالتوجه للأيام للآلهة للتراب للأرض عينانا للأرض آلهتي إقذفيني للأرض آلهتي إقذفيني للأرض آلهتي إقذفيني في الأرض آلهتي فالأرض وحدها تهديني

الملاك الأسود

لاتستطيع أن تراه أو أن تشعر بوجوده إلا بين الجدران الرطبة رث المظهر ، ثقيل اللسان , له عينان كأن نورهما قد إنطفأ منذ قرون سابقة ، صوت شادي يخرج من بين تراكمات صخرية في الحلق ودويٌ لجلجلات مترنحة في أعماقه.
إستطاعبالأمس ، أن يخترق صوامعي اللزجة متحسساً لوحدتي برفق ، دائماً يداعب خيالاتي بانتهاك الفراق الذي أصابني ، دائماً يمرق ما بيني وبين أرصدتي الذهبية ، التي أحتجزها على رصيف مهجور ، من بين شقوق الجدران الهشة قام ليزعجني ، يرصد كل رقميات العجز ؛ يتبني أضرحتي بلا مقابل سوى أنه يرتشف منها العمق لحياة قادمة فيَ ، وأنا لا أفهم!
غصة في الحلق تزدري برحيلي وتقدم لي معطيات غير التي أألف ، نتراص بها جميعاً ، وتساوينا شرطتي المساواة ، لنخرج بنتيجة ليست لنا، بل لغيرنا ، غصة في الحلق قامت وانتهت في لحظة إسكاتنا.
قدلا أستطيع أن أتذكر "مالون آخر مشروب لنا في هذه الليلة الداكنة"؟ غير أني أعلم ؛ أنني دائماً أعطي لنفسي مساحات أكبر من التخيل ، بشكل أكثر حدة من ذي قبل ، للون جلدينا يذوب فينا ، ونذوب في مسامه الواسعة المشتركة.
جلست أعبئ مشاعري من جديد في أنصاف زجاجاته المبهرة ، أعطي لي في أول يوم زجاجته العطرية الفارغة ، أوصاني أن أشتمها ، وأداعب بها مناطق خيالاتي الداعرة من تحت أغطيتي – أتساوى في ذلك مع كل يوميات كتبتها تحت جسده الدافئ الذي إحتواني أكثر مما أثار ذعري – إمتلأت الزجاجة حتى نصفها ، ومررت بها فتحتي أنفي ، فلم أشتم رائحة جسده النئ ، غير أنني تسربت من بين أنامله ، لأغازله عند مضاجعة أخرى ، قرب آخر موعد للفراق.
ثمتركني ، وارتحل عني بجسده من عينيه ، كالعادة رحت أرتب من جديد ، وأنظم شكل أوعيتي وأدواتي فوق منضدتي ، ولكن عندما تنتحر أكوابنا الموضوعة في سرائرنا ، نحتوي الخيال فيها من جديد ، ليبعثنا مرة أخرى خناجر صغرى في يوم اللقاء الأول بعد صيام تلاقينا المتكرر.
تشتط خيالاتنا برمز السماء الأسود والساخر ، أرى نفسي عنده بلا إمتداد ، أصبحت أساوي ، لكن بدون مجدلية!
في اليوم الثاني ، أطلعني على بعض فصول من رواياته ، التي تذخر بها مكتبته الملاصقة لزفرة ألم مرة ، بدمعة من دموعه التي كانت دوماً تائهة ، أعطاني في هذا اليوم زجاجة بالية ، لم أعلم من نظرتي إليها سوى التوجع على زمن مروي بحنكة التفاصيل ، تجاعيد الغابات في حلقه يوماً بعد يوم ، وأنا لا أبالي ، فمن إعتاد على الغابات لا تسره الحدائق !!
عبأت بالزجاجة الجديدة ، ما تبقى من عبق اللحظات الخوالي ، وضممت عليها معطفي المنسدل مني ، قرب الركبتين فغطاها ببروز حالم فوق ثناياها ، واختفت للحظة ظننتها الوداع ، ولكن الوداع بدون مشيعين ، وداع حار والميت لم يحتفظ ببرودة أنامله ، ريثما يحتسب لنفسه بضع من الوقت الذي فيه ينتشي ، في لحظة إختراق تابوته السرمدي المحتوم .
رغبات الإنسلاخ ، لم أعثر عليها في داخلي قط ، غير أن هذا الإحتفاظ بذكريات مفارقة ، يرثي لحال ثيابنا التي خلعناها ، لنسير في شوارعنا مترهلين بشحوم مستعارة ، غصة في قلب كل من يرانا ؛ ونحن فخورين بهذا الترهل القوي المشين !!
ربماجاء اليوم الذي أكفر فيه كفر المناضد ، لم أعد بحاجة لإستبدال مواضع الأكواب وبعض خصل الشعر التي تغطي ملاعقي ، فالأجدر لمنضدتي ... الكسر!
عندهالم يعد منه سوى هذا الخيال الذي يظل عالقاً بعينيك بعدما تفارق نوراً عظيماً ، لم أعد أرى سوى ظلاً شاحباً في ظلام معلوم لدينا عند بدء النهار.
لم أعد بحاجة إلى مراجعة كراساتي الشحيحة المكتظة بالكلمات ، لم أعد بحاجة إلى مراجعة نفسي عند الوداع ، في ميناء السفر.
ضم جناحيه بسرعة تضاهي سرعتي في الخطأ وانطلق ، عبر آفاقي مخلفاً ذلك الشبح ، الذي أمارس معه يومياً كل ممارسات التبرك وانتعاشات الخدر

أحلام القادم وأخطائه اللذيذة


ثلاث سنوات من الحيرة والدهشة ثلاث سنوات هي عمر غيابي عن الجميع
أحسست فيهم أن العمر إنقضى وأن الحياة تجمدت في ظل برود قاس تعلمت أبجديته في مدارس البلادة الإغترابية تعودت يومياً على أتحسس الشقوق التي انتصبت فوق جلدي فأصابت فيه طولاً وعرضاً ولكم عشقت مناداة السعال لتبغي في ليالي الصقيع التي شعرت فيها ببزوغ علاقات مشبوهة ما بين تبغي وفنجان القهوة الصباحي عشقت الألم في جنبات صمت مشهدي الإغترابي طيلة سنين ثلاث هي عمري الذي إرتضيته قدراً وصاغه العالم من حولي وجوباً عدت في تلك الليلة لذكريات باتت أشباحها معي ظلالاً باهتة حتى القدرة على العيش لم تعد في الإمكان الإختياري ولكنني عدت لذكرياتي في حللها الباهتة وأخراها المضببة لأجدني طفلاً متكئاً على تلك البقعة الخضراء يشخص في صفحة الماء وكأنه الإلهام الحائر في حدقته حدقة طفل يحاول أن يناهض ثوراته برميه لجمراته في عمق البحر ويبحث عن ردود فعل مائية تغير من مسارات الدوائر لتستحيل لأشكال هندسية أخرى غير التي ألفها.
كان عمري حينئذٍ لم يتعدى العاشرة ولكني تأكدت يقيناً أنني لم أعد ذلك الفتى الغر الذي يحلم بأن يخبو برجولته المصطنعة في ظل أنفاس سيجارة مسروقة من علبة والده.
ثم إن أفقت ووالدتي تعيد إليَ ذاكرتي المفقودة في محاولة منها لتذكيري بمن مات ومن تزوج وبعض ممن أنجب!! أحسست لأول مرة أن قرون الغربة الثلاث التي عشتها بعيداً أقل في نتائجها من ثلاث ليالي في بلدتي!!
أبداً لم يمسسني لهيب القبلية قبلاً لكنني أستطيع أن أصل إلى رائحة عنصرية وليدة في جنباتي أتخيلها ولا أراها أظنها الوجد فتستحيل خرافة أهرب بها من أنصاف الحقائق لأجدها تأخذني إلى عالمي الأسطوري الأول والدي بجلبابه الأبيض المميز وحوله باقي عائلتي أقصد عشيرتي متأهبة لنزال أو خوض نميمة وأجيئُ في خلستي ممتطياً حصان الحلوى لأغازل طرقات قد تبدو في حديث لجدتي أو تهكم ممشوق لجدي عذوبة أيام ولت وضاعت معها وفيها شقوق الأمال العراض التي إرتجيتها لأيامي الأولى في محاولاتي اليائسة لصنع طرق جديدة كنت إلى ما جاءت أمي بصينية الشاي المرتبة أجول في هذا الزمن المضبب والمضني في تذكره لعلي أنجح في الظفر بحلم من أحلامي الخالصة البيضاء التي تحمل رائحة البكورية في أزمنة الزنا أحاول جاهداً مراراً وتكراراً الغوص في بداياتي لا لأنبشها بل لأستطيع أن أتلقف روائحي البديهية التي تجعل من النوايا الطبية مهداً لجحيم يومي الآني ولهيب لحظاتي الجسام التي أحياها بعيداً عن مهدي الأول وضعت أمي بكوب الشاي أمامي ولم ألحظها إلا أنني تنبهت لها بعد أن إستطعت من لمح البخار المتصاعد من فوهة الكوب الزجاجي الشفاف ودوامات الشاي تعصر الباقي من ذاكرتي لتعود بي إلى منزلنا في الحي القديم وروائح الفضولية الخالصة التي طالما رمت بي في أحضان الكوارث رمياً إندفاعياً أكالاً واستوحشت فيَ الرغبات العارمات في تلخيص علاقاتي وتخليصها من شوائبها البدائية ولكني لم أستطع أن أواري إحساسي بأول قبلة مختلسة في مدخل منزل ليلى زميلتي بالكُتَاب وتقاطرت على شفتاي حبات من ثلج اللوع والخجل وتحشرجت في حلقي نبرات من الإستنكار الممزوج بالرغبة في إستكمال الخطأ اللذيذ ولذلك أدرك اليوم ولأول مرة من وسط غربتي ومن قلب بحر أحداثي أنني أسبح باتجاه غير معلوم وأجد أن هدفي ومرامي ليس أمامي بل تحتي لربما رغبة مني في أن أغرق غرقاً يلطف من هوس وصخب الأحداث التي وارتني في إختزال لركام تاريخي أشعر بيد والدي تربت على كتفي ليوقظني من غفلة كنت بها شارداً إلى هنا أدركت أنني أترك بابي وأرحل من منزلنا في رحلة إلى جارتنا تلك الجارة التي طالما عذبتني بعدم الفهم لا أفهمها ولا تحاول أن تعطيني مفاتيحها كان إبنها الأكبر فتحي قد بلغ الثامنة عشر من عمره عندما وقعت عليه عيني في ذلك اليوم وكنت قد تركته وأنا أعتقد أنه مازال في التسع الأوائل فَرِحتُ بلقائه المفعم بالقبلات على وجنتيَ عانقته بُغية إكتشاف حرارة تلك القوم لكنه رسب بتفوق في إعلان الدفء وكأن النساء في عشيرتي قد حرمن من توريث الأبناء محاسنهن!!
إحتضنت دهشتي المغلفة بحرماني وارتحلت أشد أزري نحو منزلنا العامر مرة أخرى كان الطريق إلى منزلنا يشبه درباً حربياً خال من الجنود عدا رجلان تهادت لهما فكرة هي الأكثر شيوعاً وانتشاراً في بلدتنا أن يقتحما خصوصية الطريق وينبشون في أعراض وسير الجميع صحبني في طول الرحلة ألى منزلنا عبر الممر الضيق سعال شاحب لوالدي من كثرة تمرسه في وحل العادة المحبوبة التدخين ثم أن إستوقفني طفل قطع عليَ الرحلة سعياً وقف أمامي بقصد إيقافي وتفرس فيَ بنظرة لوم المنتظر المترقب لأحلام القادم بيد أنه قد خاب ظنه لم أدري لماذا رماني بتلك النظرة ولكني بدأت أعي معناها بعدما أعطاني ظهره وغاب عن الوعي وارتمى على أرضي فرحت أرفعه من ترابه وإذ بالحارة تجتمع حولي ووجوه ونساء لم أعهدها علينا هذا المزيج من الإنزعاجات هو الذي أوجدني بهذا الحال الذي أخطه ولا أدري هل أنا في حالة من الإستغراق في ماضيَ أم أنني أعتصر الذكريات بغية أن أخلص إلى محاكاة نهائية لوساوسي دقت أجراس عربة الإسعاف معلنة حضورها وغياب الطفل وتم سحبه وانتشاله والذهاب به لوحدتنا الصحية بقريتنا الغراء وظلت نظرته لي تجتث الباقي من حيائي في مواجهة لذاتي أهو أنا من باع حلم الجمع ليظفر بحلم ذاتي أم أن النتيجة التي خلصت لها قبل رحيلي بعدم جواز الحلم لجمع أي جمع هي النتيجة التي لابد لنا من الوقوف عليها والإعتراف بها؟!

الإهداء


إلى كل الذين علموني بصمتهم أكثر من كل المواعظ والكلمات الرنانة
إلى كل الذين شاركوا ويشاركوا وسيشاركوا في تكوين أفكاري ومعتقداتي ومبادئي
إلى كل الذين يرمون بحجارتهم النارية في بركة الحياة اليومية الراكدة ويحلمون بمثلثات بديلاً عن الدوائر!!
إلى كل الذين أعطوني أحضانهم إحتواءً بلا مقابل
إلى كل الذين أعطوني صدورهم مأوى ولم يعيروني
إلى كل الذين أعطوني وقتهم .. فكرهم .. علمهم ... قلوبهم .. تجاربهم ولم يشترطوا ولم يراقبوني
إلى كل الذين جعلوا من أنفسهم لي آباءً وأمهات إختياريين ولم ولن يندموا
إلى كل الذين آمنوا بي في وقت كنت فيه وآخر لم أكنه
إلى كل الذين أتمنى أن ألمس هدب ثوبهم فأشفى من جميع أسقام الوحدة والبعد
إلى كل الذين علموني أوقات الثورة والحلم .. الحب والصمت... الوحدة والكبرياء
إلى كل الذين حركوا فيًَ الهم القديم الذي يداعب حزن الستائر في عرس قلبي
إلى كل الذين ألهموني .. ويصرون على إلهامي وأحتفل لحظياً بأعياد ميلاد أفكارهم في أوراقي
إلى كل الذين أساءوا إلىًَ .. وجرحوني جراحاً تعلمت بها أن أكون فريداً
إلى كل الذين لم يوبخوني على فكر إحتسبوه كفراً ولم يصفقوا لي على فكر إحتسبوه ظفراً
إلى كل الذين ألقوا بدررهم أمامي وقت كنت أرعى بين الخراف الضالة
إلى كل الذين قبلوني كما أنا ولم يشرعوا في تحطيمي
إليهم
أهديني ... أهديكم
إليهم


هذه مدونة لكل المصريين .. دافعي في إنشائها هو محاولة لرصد جميع ما يمر بنا كبني آدمين مشاكل وخبرات وإحباطات وتشجيعات ونجاحات وفشل وكل ما يقع لنا أو نقع فيه وهي ليست مدونة لأصحاب الفكر فقط ولكن لأصحاب القلوب أيضاً ... المهتمون بالإنسان والإنسان فقط .. لا الدولة ولا مايدور فيها وبها ولها ولا العالم وما يجري فيه وبه وله فقط بل مايؤثر في هذا الإنسان من كل ما سبق .. على كل دعونا نبدأ ولنرى


To them
To those who taught me through their silence, more than all breaching and bombastic words.
TO those who shared, share, and will share in the formation of my ideas, beliefs and principles.
To those who threw their fiery stones in the stagnant daily life pond, hoping to replace the circles with triangles.
To those who gave me their embracing hugs willingly.
To those who gave me their chests as a dwelling did not disgrace me.
To those who gave me their time...Thought...Knowledge... Hearts... Experiences without conditions, and did not watch me.
To those who made themselves voluntary fathers and mothers and never regret it.
To those who believed in me, when I was there and when I was not.
To whom I wish to touch their cloths, to recover form all the sickness of solitude, remoteness and alienation.
To those who taught me in the times of anger and tranquility.. Love and silence … solitude and prejudice.
To those who moved my old worries that touch the curtains sadness in my hearts’ joy.
To those who inspired me... And insist to inspire me and I celebrate the birthdays of their timely thoughts in my papers.
To those who did I wrong... Hurt me... Whose injuries taught me to be unique!
To those who did not blame me for thoughts they considered disbelief... And did not praise me for thoughts they considered victory.
To those who threw their jewels in front of me in a time, I was among the lost sheep.
To those who accepted me, as I am and did not want to destruct me.
To them
I dedicate myself...
Dedicate you…
To them!!