Friday, December 7, 2007

حق عليك ألا تصدق غير حنين لا يصنعه إلا الليل


في بعض من هذا الليل الأخير
بدأت أتلعثم بالكلمات والأحرف
وأشعر بأني والله كما الطفل
يتحسس ملمح بعض الألفاظ
في أول فض لبكارة حدثه
ولكني أفجأ..
حتى الأفكار فيَ هى الأخرى هذه المرة
تتلعثم
ربما قد غشاني ليل البارحة
بما لم يعهده على فطنة حداثتي
أو ربما انتقيت بعض الأحداث التي أسسستني!!
لا ... وديعة كانت بداياتي
أسرتني الموسيقى
اكتسبت فيها شفافية الوجود ببراءة
ولكن لم يصيبني عمق الشجن في أسوار
ناياتها
فخرجت من بداياتها مصاب بخواء
حتي في هذه الشفافية
وكالعادة في زحام الأحداث نختار الأرصفة
ولكن عقيمة هي هذه الأرصفة
تصحبك بلعنات حتى الأوردة
لا فكاك منها .. لا فكاك
فلابد من انتهاك بعض الأرصدة
وضعني ليل البارحة على بعضها
والبعض الآخر آثر السكون
على أرصفة أخرى
تنتظر لحظات الإحلال
ولكن تعامل معها بغير إطراء
صاحبها .. ضاجعها ... إفعل ما شئت
ولكن لتعلم .. إنك تنشئ ذريتك داخل أضرحة
لحظات الإدراك الحقة
معدومة جداً .. جداً داخل الأضرحة
أرى الآن أيامي قد انتصبت في فخاخ
قديمة تعرفها
تكشفها لعيني في أوقات آنية
عن أيام غابرة
سالفة الذكر وعديمة الذكرى
لم تشفع لي برائتي عند رفضي لمراودات جارتنا
قد انتهكت ... وخرجت من التجربة
خالي الوفاض .. ملوث بلا إتساخ
ونجس بغير زنا!!
ومرت كذكرى!!
فأرصدة الذكريات تتأرجح يومياً
إن لم نعهدها بتصريحات لعوب
تقتات الفاحشة على أبواب أسرارنا
فبغير ممارسة الدعارة لأسرارنا في العراء
ستظل باغية في قدس أقداسنا بغير بغاء!!
ففخاخي التي طاردتني بغير أعداد
أنتبه الآن لأول مرة..
بأني أحمل بين ضلوعي قطعة صدق مرة
هذي القطعة أسميها قلبي
أو قَلَ بي ... فأنا لم أعرف في الحب
سوى أن أكون قليلاً جداً
فأنا لم أصنع يوماً مقياساً لهن
لما أحياه في ذاتي أو ما أرغبه فيهن
غريب أنا لم أطورني منذ البارحة
أو قل قبل البارحة
غريب أنا لم تعهدني مراراتي
بتعديل يبترني ... يجتث جذور صمتي
في جميع ليالينا
أو في ليلتنا البارحة
غريب هذا الخلط
ما بين الإبقاء ... والحب المر
غريب هذا الخلط
غريب هذا الحب
غريبة هى كل لحظاتي
إلا لحظات ليل البارحة
أشتاق الآن إلى كل كاساتي
ووفاضي الخالي من انتشاء السُكر
أرغب في تحطيم الرقم القياسي
لعدد الكاسات التي تمر بحلقي
وتسابقني أيامي بسرعة
لخلق تارات تجعلني أشتاق
لأن أكون مستقبليات للحظاتي
عبث والله
أن تأمل في تاريخ إضافي غير الذي تحياه !!
بهذا تكون قد وصلت إلى حد الثمالة
اشتياق مر ... وحنين معهود
للزوجة أخت كبرى .. تعهد أيامي بفيض لزج مجتر
وصخب من ركاكة ألفاظ تتأرجح
على لسان اعتاد الأخطاء
من فرط تسيب أب
ورانيا العابثة بفكاهات عن أشخاص ووجوه يأتوا لزيارتنا
بغرض التجسس ... أو رمي الحدس
ونساء ينجحن أوقاتاً .. في شد أمي
نحو الغيبة في حق الغير
اشتياق مر ... وحنين معهود لحوائط البيت
تخرج عليَ جيهان بخجل باكيٍ في عينيها
فهي تتعبد في محراب الخجل لسنوات عمرها
أصبحت فيه الآن قدس أقداس
بغير حجاب .. بغير كاهن .. ولامحلة
وأكملت الرحلة لزوج لا يعرف إلا إلا الإطناب
فيما لا يعرف أو يرتشف الغيب
هذا البيت يتآكل على مساحات من عقلي
أو على قشرته السطحية ولا أرتجيه
هذا الشوق أصبح أكثر من مر
هذا الحنين أستنشقه الآن
أتنفسه وأنا منه حر!!
أشتاق لسماع موسيقايَ من جديد
وأكتشف أحد أسراريَ الجديدة
"أن الله يهوى أن يسبح بالموسيقى"
ينتشي عندما تكتنف جنبات سمائه
بموسيقاي وموسيقاكم وموسيقاتهم
فإلهي يطرب بالألحان ... إلهي
لا تصطك أسنانه رعدة من سماع
نشاز النساء أو الأشجان
آلهتي التي عهدتها منهمكة الآن
في صنع لحن بديل
لما أتلفته – من أطلقت أنت عليهم –
"التحف الغبية"
وأراني الآن جالساً اتحاور معك
كيساريين أتوا بمذنبين من أقصى الفضاء
ليكتشفوا عمق الخواء
في إختيارات بشريتنا العصماء!!
وننعى حظنا على مؤسسة فقيرة
متآكلة الجدران ... تبغي الباقي من أفكارنا
وجزء إن لزم الأمر من أجسادنا
لترقع بها فتقاً رثاً
أصابها عند سقوط موسكو
والنظرية
ولينين!!
إلى هنا .. إلى هذه اللحظة أتذكر
أحمل القدرة على إسترجاع ما تبقى
من حافظة ذكرياتي
التي لم أقربها بقلم ... ولم أداعبها بخيال
تنتعش رئتايَ بنسيم أحمله
منذ سنين
أعرفه .. أقدسه
نسيم يحمل ذكريات طفولتي
وصباي ... هشيمي ... قيامي
سجودي ...خيبتي .... صبري
هيبتي ... وهمي ... صراعي
قبولي ... رفضي ... إلتحامي
لعنتي ... انهماكي ... انضمامي
أعرف أي الألعاب كنت ألعب
على كل مقاييس الرسم تناقلت
على كل شبهيات حاولت
وبكل وضوح كنت
عجيب هذا الإنسان
وعجيب هذا إلهه
الذي يصنعه ...
ويجعله .. بعمق حنين
بلمسة عشق يخار!!
كتبت في 9 مارس 1998

No comments: