Friday, December 7, 2007

في معراج اليوتوبيا أحلم...


فهامة : وردت كلمة أقنوم وتجمع على أقانيم هنا في القصيدة إشارة إلى العلاقات الإقنومية داخل العلاقات الإنسانية ولا تعني أبداً أقنومية الثالوث المقدس المسيحي مطلقاً




إن أصبحت حزيناً فلتكن وحيداً
إن أصبحت سعيداً فلتكن وحيداً
إن أردت البقاء فأبقى وحيداً
هكذا انتصرت الأقلام فيَ
هكذا انتصبت الآلام فيَ
هكذا أصبحت أريد البقاء وحيداً
لا تلمح هذا الجندي
ولا ترتعد له .. لا تغمض لك جفن
وتقول له حارب!!
لا وفاق بينكما ولا اتفاق
لا تصدق جندياً أعرج في قلبك
يرف جرحين غائرين فيه بلا اتفاق
إبقى وحيداً
إن رأيت جنود القلب في أوردتك تقاتل
فانفك لصالح الأوردة
فوحدها الأوردة تحارب
ووحدها تصبح في النهاية وحيدة
معراج نفسك مشرع
إما أن تدخل أو تخرج بلا عودة فيها تسلم
معراج روحك مغلق للتحسينات
أو أن ودك أن لا تجتاز الأوامر
بينما لربما تَسلَم أو تُسَلِم
ولهذا لا بد لك من أن تبقى وحيداً
نصف الحياة قضها معك
والنصف الآخر قضه معك
فالأقانيم تنتصر ووحدها الأقانيم
حتى الآن وحيدة
الثالوث المقدس يبكي وحيداً
ينتشي وحيداً .. يصمم علينا
يذوب فينا .. حباً .. وحيداً
الأقانيم تنتصر وحدها ووحدها
الأقانيم تبقى وحيدة
الآخر ليس جحيماً .. ليس ذباباً
ليس هشيماً .. ليس فريداً
أو مختالاً
الآخر دائماً يفضل أن يكون غريباً
وحيداً ... أقنوماً
أقنوماً لوطياً... سحاقياً .. زانياً
ليس يهم!!
المهم أن يكون فريداً
المهم أن يكون وحيداً
تتقفى هزيمة ريح الشمال
عند أطراف الجنوب
بعد خروج الصبية من زاوية في عينيك
يرفعون شارات النصر بإصبعين
كل منهما يظل وحيداً
لا يربط بينهما سوى كف اليد
في الجسد وحيداً
لو أني قلت للوحدة إئتلفي لظلت الوحدة في نفس الزاوية
من العين
تطل بنظرة على رأسي المتدلي فوق الصدر
تقطر دمعاً في قاع النفس حزيناً
قطرة أمل في قاع مترنحة
إن ساومتها إنقلبت
إن شاركتها ابتعدت
إن داعبتها افترشت جدار القلب
تملأه .. تغمره.. قد انفكت
ليس إلا بأن تبقى وحيدة
إحتراف الوحدة عشق
إحتراف الأنا عتق
عتق من الآخر .. عتق من النار
من الأيام وما تجهله
تحمل الأيام في طياتها آخرين ولكنا
لا نثق إلا فينا
لا نأمن إلا فينا
لا نفهم سوانا
لا نعشق إلانا
لا نخجل إلا من سوانا
لا يتفق علينا إلانا
آه... والآخرين
الآخرين من نحن في أعينهم
دائماً نذكرهم
نخبرهم
أننا في السماء الملائكة
وعلى الأرض إنسانا
أنت لا تصدق
حسناً
أنظر سوف ترانا
نحب الآخرين.. نعشقهم
نهب لهم أنفسنا .. ولكنا دائماً نراهم
بلا ثمر ... بلا رجعة .. دائماً هكذا
يريدون الإرتكاز في العمق بلا أسس
بلا جدران
يريدون الإلتحام .. يريدون الإنتفاع منا
بلا ملمح .. بلا أثمان!!
يريدوننا .. ونحن منهم براء
إلا أننا نعرف في الجوهر
نشتري من يبيعنا حتى يفر منا!!
ولا يبقى لنا إلا أن نكون في الكون
قد منحنا له... للفوز بالوحدة داخل أفلاكنا
وسنظل دائماً هكذا .. كل منا يظل وحيداً
فوحده جاء المسيح
ووحده إختبر
مات أليعازر ... بكى المسيح وحيداً
إحتاج المسيح لأن يصلي
من بين التلاميذ جميعاً
وقف المسيح يصلي وحيداً
إختار إثنى عشر وحيداً
أنكروه .. سلموه .. ناموا على صدره
أحزنوه .. كفنوه .. ألقوا به في القبر
دفن وظل المسيح في القبر وحيداً
إبقى وحيداً
إبقى وحيداً
فنحن لا نعرف في الوحدة
إلا أن تكون فريداً
تكون وحيداً
لا إئتلاف لا إئتلاف
فالأقانيم تنتصر
ووحدها الأقانيم حتى الآن وحيدة!!
كتبت في 6يوليو 1997

No comments: