Friday, December 7, 2007

والله ما زلت أحرث الكآبة


إنفعلت مراراً كثيرة بالقلم
والحبر
والأوراق
والكتابة
ازدحمت كثيراً بالعشق
والتراب
والحلم
والضفيرة
بالرغم من تعديات حاورتني
وأثقال في البدء أخرت قوايا وأنهكتني
اليوم ..
أختلف مع أجراسكم وأجراسي
أختار الصبح الذي أراه في عيوني
بعد الصياح
من ديك كان لي علامة
ماوددت يوماً أن أكون يهوذا
بل بررته لي آذاني التي لوثوها
وصرت شيئاً فشيئاً مستصيغاً
لبعض همهماتٍ ووشاية نميميةٍ
حول بعض الأوراق التي بدلوها
عن بعض من استخداماتي
إفك كله إفك
حتى التبرير للوشاية ما استطاعوا أن يبرموه
عززتني يوماً بثياب جديدة
وحلي لم أعهدها على لحم صدري
وشعر مضمخ بانتهاكات أصابتك
في ليالي لا يعلمها سواك
وتركتني ليديهم ويدايا
ولم يكن لديهم لقتلك دليل يقدموه
فقدموني!!
فجلت في نفسي.. في طرقاتي .. بحثاً عن نشوة أخرى
غير التي أخرتني
حتى زندي الذي اتكاتُ عليه
لم يدخروا وقتاً وألقوهُ
برأت من كل إصغاء
حاورت كل أعواد الثقاب التي أخرت تجوالي
توددت لكل هياكل تبنوها بالرفض
عجزت فيها حتى عن إملاء رغباتي
لحظات من الصدق أنتحر فيها صوب شتات
المعارف في صدرك الذي أغرقني
لحظات من الصدق أشعر فيها بالغربة
حتى من أعضائي
عزمت على ألا أصفي ما تبقى من عشق
حاورته أنت ليالي تصدقه
وشئت بركلة صبيانية موتورة أن ألقنه
درس الحمية الأولى
في سد فراغ العمر الذي غلف مني العمر وسرق مني البشارة
وظللت حتى ذلك اليوم مستمراً
في حرث الكآبة
اليوم إني أختلف معي ومعهم
وأتحد بي من جديد
بدون إستلهام يضعني فوق مذابحكم
محرقات تلهون بها أمتاراً أو أزماناً
علمتموها لأولادكم في البغاء
ديدان الأرض التي تبنت ذراعي
تآكلت على ترابكم بدون أكفان
ماتت رغبة في الإختفاء
أحلامي التي بخرتها خوفاً عليَ
أنشرها اليوم بصدح العصافير
في غاباتي حتى وإن كانت صماء
أشتريني بما تبقى من تبغ في سجائري
بدلاً من أرصدة العمر التي تحتجزونها لي لديكم
في عمق الخواء
اليوم إني أنتظركم
أنا الكآبي الأعظم أناظركم
ما تناثر مني حولي ليس منكم أو لكم
عشق للتراب .. فقر يلازمني
بصيص في ظلمة الكآبة لا تستطيعوا
أن تبلغوه يوماً
رحيقاً برغم كل التطاول على أزهاري
حنين يرهقني حين الإختلاء
حب يدغدغني .. يقتحمني
وقت أنتهي من يومي في غرفتي
منفرداً بكل ذكرياتي
خوض عبوس في مقتنيات ليست لي أو لكم
كل ما تناثر مني حولي ليس لي أو لكم
فأنا في طور الكآبة أنمو
وفي حرث الكآبة أنمو
ليتكم تروا حرثاً جديداً
يرسلكم إلى حيث أتيتم
على رفوف خشبية باردة
في مقبرة قديمة
تحرثون فيها نهنهات رعدية
لنساء في مقابركم قدامى
أما أنا ...
فوالله مازلت حتى الآن
أختار حرث الكآبة!!

كتبت في 26 فبراير 1998

No comments: